تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

الشعب الصحراوي يحتقل غدا بالذكرى ال 46 لانتفاضة الزملة التاريخية

نشر في

 
 .
الشهيد الحافظ 16يونيو 2016(واص)تحل علينا يوم غد الذكرى السادسة والأربعون لانتفاضة الزملة التاريخية بقيادة فقيد الشعب الصحراوي محمد سيد إبراهيم بصيري الذي غيبته آلة الاحتلال الإسباني آنذاك عن الأنظار حتى اليوم
 
وكانت الارهاصات الأولى لانتفاضة الشعب الصحراوي الذي تكالبت عليه مختلف الأطماع وخصوصا الأوروبية ، قد بدأت بشكل منتظم ومدروس مع تأسيس المنظمة الطليعية لتحرير الصحراء بقيادة الفقيد محمد سيد إبراهيم بصيري وسط حراك عربي وإفريقي كبير للتحرر من ربق الاستعمار والتي بدأت منذ منتصف خمسينيات القرن العشرين
 
ولم تخل الساحة سياسيا من أشكال متفرقة من النضال ضد الوجود الاستعماري : المطالبة بالتساوي في الأجور، تحسين الأوضاع الاجتماعية، توقيف الهجرة الإسبانية وتعليم اللغة العربية.
 
وفي هذا الإطار، أشار القيادي في جبهة البوليساريو السيد محمد لمين أحمد في إحدى محاضراته حول الكفاح الوطني الصحراوي ، إلى أنه لما أثار مندوبو القارة الإفريقية قضية الصحراء الغربية في الأمم المتحدة إبان اجتماع اللجنة الرابعة والعشرين لتصفية الاستعمار في أديس أبابا سنة 1965 ونوقشت من جديد في الجمعية العامة سنة 1966 في غيبة من الشعب الصحراوي ، وكرد على ذلك قامت مجموعة من الوطنيين الصحراويين وعلى رأسهم الوطني الكبير محمد سيد إبراهيم بصيري الذي عاد إلى بلاده بعد غيبة دراسية طويلة تخرج فيها من جامعتي دمشق والقاهرة ، بمحاولة تأسيس حركة ثورية وطنية مناهضة للاستعمار الإسباني.
 
وقد فاتح الرجل خمسة رجال فأبدوا استعدادهم رغم أنه نبههم إلى أنه يمكن أن يتعرضوا للاعتقال والاختطاف ، وحتى التصفية الجسدية يقول: "إنكم تحت رحمة نظام فاشي استعماري فلا يجب أن تنتظروا منه خيرا" بدأت الفكرة تجد مسارها للتطبيق بعد 04 ديسمبر 1969 إذ كانت هناك ثلة من الوطنيين بقيادة محمد سيد إبراهيم بصيري بمدينة السمارة قد اتفقت على اجتماع يوم 11 ديسمبر 1969 ليبدأ العمل المنظم وليعرف بصيري باسم الحركة وهو "المنظمة الطليعية لتحرير الصحراء".
 
وكانت هذه الكوكبة مكونة من الوطنيين التالية أسماؤهم -كما يقول محمد لمين أحمد- حسب ما أفاده به أكثر من مصدر بما في ذلك تصريحات محمد بصيري للمحققين الإسبان : محمد سيد إبراهيم بصيري قائد المنظمة وأمينها العام ، عبد الحي محمد أمبارك سيد أمحمد ، غالي مصطفى سيدي محمد ، سلامة المامي الداي ، سيدي اليساعة لبصير وسالم سيد إبراهيم لبصير ، والتي توزعت مهامها على الشكل التالي : محمد سيد إبراهيم بصيري أمينا عاما للمنظمة ، عبد الحي سيد أمحمد نائب الأمين العام ، غالي المصطفى أمين سر المنظمة ، سيدي اليساعة لبصير أمين الصندوق ، سلامة المامي الداي مكلف بالشؤون العسكرية وسالم سيد إبراهيم لبصير مكلف بالإدارة العامة
 
هذه المنظمة هي عصارة كفاح الشعب الصحراوي على مر العصور، فبعد القرارات المتواصلة للجمعية العامة للأمم المتحدة مع مطلع الستينات هدأت المطالب المغربية والموريتانية بالصحراء الغربية ؛ إذ اكتفى الجانبان بالتصويت لصالح تقرير المصير للشعب الصحراوي حيث اعترف المغرب باستقلال موريتانيا سبتمبر 1969 عندها بدأت متاعب جديدة تطفو على السطح بالنسبة للشعب الصحراوي.
 
اكتشاف المنظمة
 
كانت عيون الاستعمار مبثوثة في كل المدن والمداشر الصحراوية ، وحتى بين مضارب البدو الرحل فأحست أن هناك تحضيرا لأمر ما في الخفاء وبناء على ذلك فإن أحد العناصر المنخرطين في المنظمة أخبر السلطات الإسبانية بوجود تنظيم سري وقد وصل الخبر إلى محمد بصيري ورفاقه يوم 4 يونيو 1970، كما وصلهم في نفس التاريخ أن السمارة لم تنج من إفشاء السر، كما علمت السلطات الإسبانية في مدينة حوزة بالموضوع.
 
بناء على هذه المعلومات عقد محمد بصيري اجتماعا مستعجلا في مدينة العيون يوم 6 يونيو 1970 الذي أقر بـ : كتابة مذكرة تقييم للتواجد الإسباني منذ نهاية القرن التاسع عشر إلى ذلك اليوم ، طلب الاستقلال الداخلي تفاديا للصدام مع المستعمر ، حذف شروط الانخراط والسرية ،  الشرح العلني لأهداف المنظمة، إدخال النساء للمنظمة وإبقاء المكاتب الجهوية في اجتماع دائم
 
يوم 12 يونيو عقد اجتماع طارئ بمدينة العيون ضم تمثيليات عن كل الجهات على المستوى الوطني ، وأعلن فيه أن المنظمة ستقيم احتفالاً خاصاً بها مابين خط الرملة والزملة ، مع ضرورة مقاطعة احتفالات إسبانيا ، أحضرت اللافتات وتم إرسال منسقين إلى كل الجهات وفي ذات اليوم قررت المنظمة كتابة رسائل ذات مضمون موحد إلى الحاكم العام الإسباني بالعيون وإلى مرؤوسيه في كل الأماكن الأخرى الخاضعة للنظام الإسباني ، وكلفت مجموعة بنقل وتبليغ تلك الرسائل على متن سياراتها وتقرر أن يكون تاريخ وصولها يوم 14 يونيو وذلك من أجل إعطاء صورة عن دقة ووحدة طرح المنظمة.
 
يوم 14 يونيو عقدت اللجنة المكلفة بتسليم المذكرة الخاصة بالمطالب إلى الحاكم اجتماعا برئاسة بصيري وحدد موعد تسليمها يوم 17 يونيو وكتبت رسالة مفتوحة قصد تسليمها للحاكم العام في نفس اليوم 14 يونيو وبعد قراءتها بالإسبانية والعربية وضعت في ظرف مفتوح ليسلمها عضو المنظمة الأب سيد إبراهيم سلامة أجدود إلى الجنرال Agurri على اعتبار أن الحاكم العام ونائبه كانا في مهمة ، ليفيده أن "محتوى الرسالة معقد جداً وهو ليس في مستوى الرد عليه في انتظار عودة الحاكم" ، لتقرر المجموعة البقاء في حالة تأهب دائم وتظل مجتمعة في نفس المكان إلى يوم 17 يونيو وفي تلك الأثناء تم تشكيل ثلاث لجان في إطار التحضير للاحتفال : اللجنة التي ستسلم المذكرة للجنرال Fernando Perez Delema وتتولى الإشراف على المسيرة السلمية التي ستنظم يوم 15 يونيو ، لجنة بناء الخيم وتتكلف بشراء كل مستلزمات الاحتفال وإشعار المواطنين بضرورة التحضير لاستقبال الوافدين من مناطق بعيدة ولجنة الإشعارات ويتوزع أعضاؤها على كل مداخل المدينة ونقاط العبور لاستقبال السيارات وإشعار أهلها بمكان الاحتفال الذي ستنصب فيه الخيم لهذا الغرض ، وقد لعب الجنود الصحراويون مع إسبانيا والمنخرطون في المنظمة والعاملون في أبراج المراقبة دوراً بارزاً وهاماً في هذا المجال حيث كانوا يأمرون من يريدون الذهاب إلى مكان احتفال إسبانيا بالنزول للحيلولة دون ذهابهم أو على الأقل وصولهم متأخرين جداً.
 
يوم 15 يونيو انطلاق المسيرة من وسط حي الزملة نحو كولومينا يادي ثم اتجهت شرقاً مع الطريق المؤدي إلى الكوتشيرة مروراً بالشارع الرئيسي لوسط المدينة ثم مضت إلى أقصى غرب المدينة ، منعطفة مع الطريق المؤدي إلى بولكو ومنه إلى وسط كولومينا ابييخا ثم الزملة وقد استغرق عبور وتجول المسيرة داخل المدينة ساعة كاملة من الرابعة إلى الخامسة مساءً وكانت تسير بكل هدوء وانتظام ، بعد ذلك تفرقت الجموع بحي الزملة وتمت المسيرة بكل نجاح.
 
في الليل اجتمعت اللجنة المكلفة بتسليم المذكرة برئاسة بصيري وتمت تلاوتها وتنقيحها للمرة الأخيرة وهذه اللجنة تتكون من : سيد إبراهيم سلامة أجدود ، بدة أحمد حمادي ، محمد الحسان المحجوب ، الحسين علا ، شداد القايد صالح وأحمد بومراح وآخر ، وبعد ذلك عين كل من المحجوب عبد الرحمن وشداد القايد صالح لتسليمها ووضعت في ظرف كبير وأصبحت جاهزة شكلاً ومضموناً.
 
يوم 16 يونيو بدأت الحركة منذ الصباح وتحول هدوء المدينة إلى حركة دائبة، سيارات قادمة من كل أنحاء الوطن، حشود كثيرة ونصبت عشر خيم واستمرت التحضيرات طوال الليل.
 
يوم 17 يونيو اكتظت الخيم منذ الصباح، وتعاقب الخطباء على المنصة لإلقاء الخطب الحماسية وتوجيه النداءات والدعوات إلى الصمود ، فهذا هو يوم الحسم مع الاستعمار وفرصة الصحراويين لإظهار قوتهم ورفض الانضمام لأية دولة.
 
كل هذا والانخراط في صفوف المنظمة مستمر وبعد ساعات أصبحت المدينة مهجورة فالكل قد حج إلى الزملة ، لقد كان احتفالاً رائعاً وخالداً ، بصيري يعطي تعليماته ويدعو إلى الصمود والثبات وكان يردد: الثبات، الثبات، إياكم والتراجع عن الأهداف السامية لمنظمتكم".
 
ولم يدخر الإسبان جهداً في ترويج دعاياتهم وإغراءتهم لجلب انتباه أكبر قدر من المواطنين علهم يلتحقوا بمقر الاحتفال الخاص بهم في ساحة إفريقيا بوسط المدينة ، غير أنه لم يستجب لهم إلا القليل ممن ذهب إليهم مرغماً تحت تأثير الضغط أو التهديد.
 
وبعد مفاوضات عقيمة بين الحاكم الإسباني والجماهير الصحراوية ، ومحاولات التدخل بالقوة ضد المتظاهرين ، أمر قائد كتيبة عسكرية وصلت المكان بإطلاق النار بصورة عشوائية حيث سقط جرحى كثيرون ، وفي تلك اللحظات الحرجة عرض الحاضرون على بصيري أن يغادر المنطقة إلى مكان آمن حتى أن البعض هدده بأنه سيستعمل معه القوة حفاظاً على سلامته ومصلحة أهل الصحراء ، فكان رده حازماً وشجاعاً "أفضل أن أقتل هنا على أن يسجل التاريخ أني دفعت الجماهير إلى المواجهة مع الإسبان وفررت عنها في الساعات الصعبة، أنا مقتنع أني سأموت إنشاء الله، فكونوا رجالاً وسيروا على النهج حتى تحرير الصحراء"
 
الانتفاضة والمجزرة :
 
هكذا وقعت المجزرة وأقرت بها السلطات الاستعمارية الإسبانية والتي وصفت الوضع بالخطير وبعد إطلاق النار على المتظاهرين حملت سيارات الإسعاف شهيدين وحوالي 20 جريحا وتفرق المتظاهرون ، والشهيدان هما سلامة إبراهيم لعبيد وإبراهيم المحجوب محمد عالي ، وكان من بين أوائل المعتقلين من مقر التجمهر : بدة أحمد حمادي ، أحمد القايد صالح والحسين عيلا الحسين ، لتتوسع الاعتقالات فتشمل أكثر من مئة مناضل بالمنظمة الطليعية ، اقتيد منهم إلى سجن القنديل بالداخلة على متن باخرة : الحسين عيلا الحسين ، موسى لوشاعة لبصير ، بدة أحمد حمادي ، محمد الحسان المحجوب ، محمد محمود الحنافي لبصير ، سيدي اليساعة لبصير ، أحمد القايد صالح بيروك ، سعيد محمود بهاها ، سيد أحمد أمبارك رحال ومحمد عبد الرحمن الرباني ، ولم يطلق سراحهم إلا بعد إضرابات عن الطعام وذلك مع مطلع سنة 1971.
 
 وكان أول معتقل عسكري هو عبد الحي سيد أحمد والذي ألقي عليه القبض يوم الانتفاضة وهو في دورية قرب بئر لحلو ، حول فيما بعد إلى السجن العسكري رفقة رفاقه بجزيرة تينيريفي من بينهم : مولاي أحمد ولد بابا ، سلامة المامي الداي ، بابا الدلال ، أحمد حبوب ومحمد ولد العك.
 
هؤلاء وغيرهم نقلوا إلى ذلك السجن وحوكموا ولم يطلق سراحهم إلا أواسط سنة 1971 كما نفي عدد من المنخرطين في المنظمة إلى المناطق الداخلية بالصحراء الغربية : بوجدور ، أوسرد ، حوزة ، كلتة زمور ، التفاريتي والسمارة وبقوا هناك تحت إقامة جبرية.
 
من هو محمد سيد إبراهيم بصيري؟
 
هو محمد سيد إبراهيم سيد أمبارك المعروف ببصيري ، ولد شمال المنطقة قرب مدينة الطنطان، وتقول الروايات أن مولده كان سنة 1942 ، تلقى تعليمه الأول بالكتاتيب القرآنية على يدي ذويه ، ثم التحق بعد ذلك بالمدارس الابتدائية المغربية ثم الثانوية التي حصل بها على شهادة البكلوريا ليسافر إلى القاهرة ويلتحق بجامعتها التي تخرج منها مجازا في الصحافة ، ثم شد الرحال إلى دمشق ليعمق دراسته في العلوم السياسية.
 
سنة 1966 عاد بصيري إلى المغرب حيث اشتغل صحفيا بمجلة الشموع إلى أن توقفت عن الصدور ثم مجلة الأساس التي اضطر إلى إنهاء عمله الصحفي بها ، بعد أن بلغه عن طريق أحد أصدقاء عائلته أن السلطات المغربية مستاءة من آرائه السياسية التي ضمنها مقالاته الثلاث والتي خصصها للحديث عن المستعمرة الإسبانية، ونصحه بالنجاة بنفسه، وكانت تلك المقالات آخر ما كتب.
 
هاجر محمد بصيري وأخوه مولاي أعلي سيد إبراهيم من المغرب إلى رأس الخنفرة على الحدود المغربية الصحراوية، وأقام هناك بضعة أشهر ومنها واصل الرحلة إلى مدينة السمارة أين ألقي عليه القبض من طرف السلطات الإسبانية هو وأخوه ، وبعد ذلك منحته إقامة مؤقتة ، وكان هذا أواخر سنة 1968م.
 
استقر به المقام بمدينة السمارة ، وكما يقول رفاقه فإن وضعية أبناء طينته لم تكن لتروقه، وكان يردد دائما هذه العبارة لمرافقيه وثقاته "لابد من تحرير الصحراء لا أريد أن أعيش في القمامة"
 
يقول المحاضر محمد لمين أحمد ، أنه في مقابلة له مع سيدي اليساعة لبصير 26 ماي سنة 1990 قال له حينها "أن بصيري كان ينتقد بطاقات التعريف الإسبانية وكذا الجنسية المغربية" وكان يحيط نفسه بكل الفئات الاجتماعية فداوم الاتصال بالعلامة محمد محمود بيد الله ، يحاوره في الدين وفي الجهاد في سبيل الله والوطن، كما كثف الاتصال بالشباب والعمال والبدو، وبالجنود والمتعلمين، ثم فتح مدرسة لتعليم اللغة العربية بمدينة السمارة مجانا، ومن خلالها أدخل أفكاره ومعتقداته إلى قلوب النشء الصحراوي وذلك مع مطلع سنة 1969.
 
محمد بصير من الاعتقال إلى عالم المجهول :
 
بقي محمد بصيري في منزل موسى لبصير ، وقد أكد لما ألح عليه رفاقه بالرحيل أنه "مهما كانت النتائج فإني لن أبرح مكاني حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا ، من الأفضل أن يسيل الدم على أرضنا حتى نكون جمرة في أيديهم".
 
الساعة الثالثة من فجر يوم 18 يونيو 1970 طوقت قوات الاحتلال الإسباني المنزل الذي كان يقطنه محمد بصيري ، فألقى عليه القبض لينقل إلى السجن المركزي وبدأت عملية التعذيب وقد شاهده بعض رفاقه في زنزانة منفردة متكئا على جنبه الأيمن فيه أثر ضربات في الوجه ودماء تسيل منه.
 
هكذا غاب محمد سيد إبراهيم بصيري عن الأنظار ، تركه رفاقه منفردا في زنزانته بالسجن لكحل بالعيون إلى أواخر شهر يوليو أو أوائل شهر غشت بعد أن رحل منهم العشرة المشار إليهم آنفا إلى الداخلة ، وقيل أنه بقي بذلك السجن حتى شهر غشت 1970 ومنه نقل إلى ثكنة "الترسيو" شمال وادي الساقية الحمراء شمال غرب مدينة العيون، ومنذ ذلك التاريخ لم يسمع عنه أي خبر.
 
بقي أن نشير ، إلى أن الدولة الإسبانية هي التي تتحمل المسؤولية الكاملة عن اختفاء الرمز الصحراوي محمد سيد إبراهيم بصيري ، مثلما تتحمل مسؤولية معاناة الشعب الصحراوي طيلة أكثر من تسعين سنة من تواجدها بالإقليم ، وأربعين سنة بعد تسليمه للاحتلال المغربي.
  100/ 090(واص)
 
 .